فآبوا لسدّ البحر يبغون منفذاً ... فعادواوقتلاهم ورائهم سدّ
وراقني من المطالع قول الآخر (ص ٤٤):
ملك الجمال اطلت فيك تحيري ... فإذا عجزت عن امتداحك فاعذر
وقول غيره (ص ٤٩):
يا أمة لبني عثمان تنتسب ... لإنت في عزة تحنى لها الركب
ولم أرى من يجمع الخطب على خطب وقد جاء في قوله (ص ٥.):
أو من يضاهي جمالاً في حماسته ... فرداً به تتقي الأزمات والخطب
وفي هذه القصيدة أبيات عامرات يعجبني منها قوله (ص ٥١):
هلا ذكرنا حيال الدردنيل قوى ... من الحديد بها الأمواج تضطرب
تضيق عنها فجاج البحر عابسة ... تسعى إلى الموت في أنيابها العطب
تبغي اقتحام عرين الأسد معلنة ... أن الأعادي على تذليلنا أعتصبوا
فقابلتها غداة الروع صابرة ... صبر الكرام أسود هزها الغضب
إلى أن يقول:
ردوا الأساطيل تهوي في مذلتها ... يقودها للنجاة الخوف والهرب
وأكثر النحاة على كراهية إدخال أل على كل وأن أجازها فريق منهم جاءت في قول آخر (ص ٦٥):
وعلى العلائق بدت مطالع فوزنا ... والكل أضحى بالمنى مستبشراً
وما أرشق قوله بعده:
فوز به طاف السرور بطيبة ... وتهللت فرحاً به أم القرى
ومن عيوب الشعر الشائعة في هذه البلاد الاختلاس وهو زيادة حرف على الوزن يسرق في الإنشاد كقول الثاني (ص ٦٧):
لا سيما فخري باشا من به افتخرت ... بين البرية أبرار وأحرار
وما أحسن قول الآخر من قصيدة يخاطب رجلي الدولة الكريمين (ص ١٢٦):
منكما هزت الشريعة سيفاً ... صقلته من السماء يدان
سيف حق يسيل ناراً ونوراً ... ما عهدنا الضدين يجتمعان