وفي قول الآخر إشباع معيب (ص ١٣١):
ولم تكتف منها برد حياتها ... وما فقدته من مفاخرها العز
وفي البيت الآتي قطع همزة الوصل مما لا يجوز للشاعر المجيد وإن تسامح به العرضيون
لك أسم أصوغ منه بمدحي ... عقد در من الثناء مجوهر
ولا أرى مثل هذا الاكتفاء من البديع وأن عدوه في البيع في قول القائل (ص ١٣٧) ولا تنس الكل:
يتمرنون على القتال يديرهم ... عرفاؤهم والكل في طرب وفي
وكأنه هان على ناظم هذه القلادة فقال بعد أربعة أبيات:
يا رب فانصره وأيد عرشه ... فيدوم في ظفر وفي عز وفي
ولعله أراد في الثانية معنى الوفاء فكان عليه أن يقول: وفي بالتشديد ولا يخلو من ضعف في معناه. . وأين الأدب مع الله في نهيه إياه عن التأفف بقوله:
فلأنت موئلنا ومنك غياثنا ... وإليك مرجعنا، فلا تتأفف (!)
فهل يخاطب غير السوقة بهذا القول. . واستعاض الآخر عن المهيب المهاب وهو مما انتقده الباحثون قال (ص ١٤.):
سلام على جند ابن عثمان إنه ... لجند مهاب لم يرعه التكاثر
وما أدري ما دفع الشاعر الآخر إلى وصف القائد المقدام بلقب الشهم وهو مما ابتذلته الطبقات المنحطة وأصبح ينعت به الكثيرون من العامة، قال يخاطب أنور باشا (ص ١٤٥):
كذاك أخوك الشهم (؟) أحمد عصرنا (؟) ... جمال لدى الهيجاء ليث غضنفر. .
وكان الأجدر بهذا الشاعر أن يتفطن لما فطن به الشاعر الأندلسي محمد بن القوزراني (المترجم في بغية المتلمس) بقوله:
ظلمناك إن قلنا الأجل ولم نقل ... هو الواحد المفضال والأوحد البرّ
وشاعرنا القائل في قصيدته (ص ١٤٤):
فيا فارس الإسلام في كل معرك ... ومن عزمه قد ذل كسرى وقيصر
أراد: ويا من من عزمه إلخ وأما كسرى فلا أعلم ما جاء به اليوم؟. . وهو القائل بعد