كسعيكما فليسع من يطلب المجدا ... فمن حاد عن نهجيكما أخطأ القصدا
أعزما إلى حزم وراياً إلى هدى ... لقد جزتما من طاقة البشر الحدا
لى أن يقول: أأنور لا ننسى مواقفك التي ... تشيب على أهوالها الأسد الورودا
مواقف أعشى كل رأي ظلامها ... فكنت برأي ألفرد نيرها ألفردا
فهل لك نفس هذه ... فأرخصت فيها السوم إذ تشتري الحمدا
فأي يد تحصى أياديك جمة ... لقد ضل من أحصى النجوم ومن عدا
رأيتك في أجبال برقة قائماً ... يزين لك الأقدام خطب بها اشتد
جمعت قلوباً فرق الجهل بينهما ... وألفت منها في مجاهلها جندا
ثم قال:
ولو كنت يوماً بالتناسخ قائلاً ... لقلت ابن سرح في صحابته ردا
هذا بعض ما أردت إراده من شعر الرحلة الأنورية وأما كتاب البعثة العلمية فالشعر فيه أقل من النثر على كثرة ما فيه من المنتقد قال أحد شعرائه (ص١٩٥):
شرف التمثل بين أيدي أعاظم ... يبنى عليه تزاحم الأدباء
فلا أعلم ما يصنع بياء أيدي المختلسة وهو يمر عليها عند تلاوة البيت مرور الكرام!
يا موسى يا مفتى الأنام وشيخهم ... يا مرجع الأحبار والعلماء
وهو يمر بالحرف الأخير من موسى مروره بالياء الأخيرة من أيدي السابقة ولعله يريد: يا موس، على الترخيم فيكون الخطأ في الطبع
يا عادل في نشر شرع محمد ... يا قائم برياسة النقباء
والأحسن: يا عادلاً، ويا قائماً.
يا منقذي الإسلام والبلد الحرام وحافظي فاروق (؟) من أعداء
يريد: فروق، وهذا من تحريف الإعلام، وقد أورده الشاعر نفسه في قوله من أبيات آخر (ص٢. ٨):
سنشكركم سكان فاروق. . كلما ... دخلنا بيوتاً للتهجد والنسك. .
وما أدري الباعث على اختصاص بيوت العبادة للشكر. . وأما تنكير أعداء في البيت السابق فقبيح. . ومن رقائق الكتاب أبيات تلاها الآخر في مأدبه (ص١٩٦)