والمجلب علي والداعي إلى قتلي وقتل عترتي أجلسوا طلحة بن عبيد الله فاجلس فقال له أمير المؤمنين عليه السلام يا طلحة قد وجدت ما وعدني ربي حقاً فهل وجدت ما وعدك ربك حقاً ثم قال أضجعوا طلحة وسار فقال له بعض ومن كان معه يا أمير المؤمنين أتكلم كعباً وطلحة بعد قتلهما فقال والله لقد سمعا كلامي كما سمع أهل القليب كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم بدر.
ومن كلامه عليه السلام بالبصرة حين ظهر على القوم
بعد حمد الله تعالى والثناء عليه أما بعد فإن لله ذو رحمة واسعة ومغفرة دائمة وعفو جم وعقاب اليم قضى أن رحته ومغفرته وعفوه لأهل طاعته من خلفه وبعد الهدى وما ضل الضالون فما ظنكم يا أهل البصرة وقد نكثتم بيعتي وظاهرتم علي عدوي فقام إليه رجل فقال نظن خيراً ونراك قد ظهرت وقدرت فإن عاقبت فقد أجترمنا ذلك وأن عفوت فالعفو أحب إلى الله تعلى فقال قد عفوت عنكم فإياكم والفتنة فإنكم أول الرعية نكث البيعة وشق عصا الأمة قال ثم جلس للناس فبايعوه
وكتب إلى أهل الكوفة بالفتح
بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الله الذي لا آله إلا هو أما بعد فإن الله حكم عدل لا يغير ما١١ حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له وما لهم من دونه من وال أخبركم عنا وعمن سرن إليه من جموع أهل البصرة ومن تأشب إليهم من قريش وغيرهم مع طلحة والزبير ونكثهم صفقة إيمانهم فنهضت من المدينة حتى قدمت ذا قار فبعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر وقيس بن سعد فاستنفرتكم بحق الله وحق رسوله صلى الله عليه وآله وسلم وحقي فأقبل إلي أخوانكم سراعاً حتى قدموا علي فسرت بهم حتى نزلت ظهر البصرة فاغدرت بالدعاء وقمت بالحجة وأقلت العثرة والزلة من أهل الردة من قريش وغيرهم واستتبتهم من نكثتهم بيعتي وعهد الله عليهم فأبوا إلا قتالي وقتال من معي ١١ في الغي فنافستهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثاً وولى من ولى إلى مصرهم وقتل طلحة والزبير على نكثهما وشقاقهما وكانت المرأة عليهم أشأم من ناقة الحجر فخذلوا وأدبروا وتلطعت بهم الأسباب فلما رأوا ما حل بهم سألوني العفو عنهم فقبلت منهم وأغمدت السيف