وعن مطرف عنه: أدركت جماعة من أهل المدينة ما أخذت عنهم شيئاً من العلم وأنهم ليؤخذ عنهم العلم وكانوا أصنافاً فمنهم من كان يكذب في حديث الناس ولا يكذب في علمه ومنهم من كان جاهلاً بما عنده، ومنهم من كان يزن برأي سوء.
فتركتهم لذلك، وفي رواية ابن وهب عنه: أدركت بهذه البلدة أقواماً لو استسقى بهم القطر لسقوا، قد سمعوا العلم والحديث كثيراً ما حدثت عن أحد منهم شيئاً لأنهم كانوا ألزموا أنفسهم خوف الله والزهد، وهذا الشأن يعني الحديث والفتيا يحتاج إلى رجل معه تقى وورع وصيانة وإتقان وعلم وفهم، فيعلم ما يخرج من رأسه وما يصل إليه غداً.
فأما رجل بلا إتقان ولا معرفة فلا ينتفع به ولا هو حجة ولا يؤخذ عنهم.
وروى عنه ابن كنانة ربما جلس إلينا الشيخ جل نهاره ما نأخذ عنه ما بنا أن نتهمه ولكن لم يكن من أهل الحديث.
قال مالك وكنا نزدحم على درج ابن شهاب حتى يسقط بعضنا على بعض، قال وكانت عندي صناديق من كتب ذهبت، لو بقيت لكان أحل إلي من أهلي ومالي وروى بعضهم عنه أنه قال: كتبت بيدي مائة ألف حديث.
قال مالك أتيت زيد بن أسلم فسمعت حديث عمر أنه حمل على