للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن وهب: كان في كم (٩٤) مالك منديل مطوى على أربع طاقات، فإذا سجد سجد عليه، فقيل له في ذلك، فقال: أفعله لئلا يؤثر الحصى في جبهتي فيظن الناس أنى أقوم الليل.

قال ابن وهب: وكان أكثر عبادة مالك في السر بالليل والنهار حيث لا يراه أحد.

قال أبو بكر الأويسى: كان مالك قد أدام النظر في المصحف قبل موته بسنين (٩٥)، وكان كثير القراءة طويل البكاء.

وقال ابن مهدي: سمعت مالكا يقول: لو علمت أن قلبي يصلح على كناسة لذهبت حتى أجلس عليها.

* * *

وقال مطرف: كان مالك يستعمل في نفسه ما لا يلتزمه الناس، ويقول: لا يكون العالم عالما حتى يكون كذلك، وحتى يحتاط لنفسه بما لو تركه لم يكن عليه فيه إثم.

قال الشافعي: رأيت بباب مالك كراعا من أفراس خراسان، ويقال: مصر، فقلت له: ما أحسنها! فقال: هي هبة منى إليك، فقلت: دع لنفسك منها دابة تركبها، فقال: أني أستحيى من الله أن أطأ تربة فيها نبى الله بحافر دابة.

قال أبو عمران الصدفى: دخلت على مالك وعلى ثياب الصوف، فقال: أخرجوه! فقلت لا تفعل يا أبا عبد الله إنما أتيتك لأنك من ورثة الأنبياء، فقال: دعوه، فسألته عن جوائز السلطان، فكرهها، فقلت له: فإنك تقبل. فقال: أتريد أن تبوء بإثمى وإثمك؟

قال التنيسي (٩٦): كنا عند مالك وأصحابه حوله، فقال رجل من أهل نصيبين:


(٩٤) ك، ط، م: في كم - أ: في كفي.
(٩٥) ك، ط، م: بسنين - أ: بسنتين.
(٩٦) أ، ط: التنيسي - ك، م: غير واضحة.