هذا من الأمر المعمول به، ارفع يا غلام! فأكل معه غير متوضيء، وذكر قصته (٢٢١) معه في الموطأ.
- * -
وروى أن مالكا دخل على عبد الملك بن صالح أمير المدينة، فجلس ساعة ثم دعا بالطعام والوضوء، فقال: ابدأوا بأبي عبد الله.
فقال مالك: أن أبا عبد الله - يعني نفسه - لا يغسل يده.
فقال: لم؟
قال: ليس هو الذي أدركت عليه أهل العلم ببلدنا، إنما هو من زى الأعاجم، وقد نهى عمر عن أمر الأعاجم، وكان عمر إذا أكل، مسح يده بباطن قدمه.
فقال له عبد الملك: أأترك يا أبا عبد الله؟ فقال: أي والله! فما عاد إلى ذلك ابن صالح.
قال مالك: ولا آمر الرجل أن لا يغسل يده، ولكن إذا جعل ذلك كأنه واجب عليه، فلا.
أميتوا سنة العجم، وأحيوا سنن العرب، أما سمعت قول عمر ﵀: تمعددوا واخشوشنوا وامشوا حفاة، وإياكم وزى الأعاجم.
قال حسين بن عروة: ولما قدم المهدى المدينة بعث إلى مالك بألفي دينار، أو بثلاثة آلاف دينار، مع الربيع، فلما خرج من عنده قال:
يا جارية! لا تمسى هذا المال، فإني تفرست حين نظرت وجه الربيع، ورأيت فيه أمرا منكرا، ولهذا المال سبب.
فلما حج المهدى وقدم المدينة، أتاه الربيع بعد ذلك فقال له:
أمير المؤمنين يقرئك السلام، ويحب أن تعادله إلى مدينة السلام.
(٢٢١) ك: قصته - ا: قضيته.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute