ثم تزحزح له في مجلسه، وما رأيته تزحزح لأحد غيره، فأجلسه في جواره، وكان ربما سئل مالك عن المسألة، فيجيب فيها، ثم يميل إلى الرجل فيقول له:
- ما يقول أصحابك فيها؟
فيقول الرجل جواباً خفياً لا نسمعه ولا نفهمه، فرأيته فعل ذلك أياما، فأعجبني أدب الرجل، ولم أره يسأل عن شيء حتى انصرف، وكان يجتزئ بما يسمع، فقال لنا مالك:
هذا ابن المبارك فقيه خراسان.
* * *
وصلى ابن المبارك يوما إلى جنب أبي حنيفة، فجعل ابن المبارك يرفع يديه في كل تكبيرة، فقال له أبو حنيفة:
- أتريد أن تطير؟
فقال: لو شئت لطرت في الأولى.
* * *
وكان يقول: الزاهد، الذى أن أصاب الدنيا لم يفرح (٥٤)، وإن فاتته لم يحزن.
* * *
(٥٤) م، ك: الزاهد، الذى إذا أصاب الدنيا لم يفرح … الخ - أ، ط: ألا ترى هذا الذى أن أصاب الدنيا لم يفرح. . . الخ.