للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

إنّ ثقيفا عبد أبق فثقف، فعتق، فليس له في المنصب الكريم من حق (١).

[يوم ذات نكيف]

- حدثني عباس، عن أبيه، عن جده قال:

لم يزل بنو بكر بن عبد مناة بن كنانة مبغضين لقريش مضطغنين عليهم ما كان من قصيّ حين أخرجهم من مكة مع من أخرج من خزاعة، حين قسّمها رباعا وخططا بين قريش. فلما كانوا على عهد عبد المطلب، همّوا بإخراج قريش من الحرم وأن يقاتلوهم حتى يغلبوهم عليه. وعدت بنو بكر على نعم لبنى الهون فاطردوها؛ ثم جمعوا جموعهم. وجمعت قريش واستعدّت. وعقد عبد المطلب الحلف بين قريش والأحابيش - وهم بنو الحارث بن عبد مناة بن كنانة، وبنو الهون بن خزيمة بن مدركة، وبنو المصطلق من خزاعة - فلقوا بني بكر ومن انضم إليهم، وعلى الناس عبد المطلب، فاقتتلوا بذات نكيف. فانهزم بنو بكر، وقتلوا قتلا ذريعا، فلم يعودوا لحرب قريش. قال ابن شعلة الفهري:

لله عينا من رأى من عصابة … غوت غيّ بكر يوم ذات نكيف

أناخوا إلى أبياتنا ونسائنا … فكانوا لنا ضيفا بشرّ مضيف

وقتل يومئذ عبد بن السفاح القاري، من القارة: قتادة بن قيس أخا بلعاء بن قيس، واسم بلعاء مساحق. وقال عبد في ذلك:

يا طعنة ما قد طعنت مرشة … قتادة حين الخيل بالقوم تخنف

اذا جاء سرب من نساء يعدنه … تولين يأسا ظهرهنّ يقفقف (٢)


(١) - انظر وقارن المنمق ص ٩٤ - ٩٧.
(٢) - في المنمق ص ١١٣ - ١١٧ - أن قائد قريش كان «المطلب بن عبد مناف». وذو نكيف كان موضعا من ناحية يلملم على ليلتين من مكة. معجم البلدان.