للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مرداس ابن أديّة، وكان أوّل من كره خروج النساء، فقال: قد قاتلت النساء مع رسول الله ، وقاتلن مع المسلمين بالشام، ولكنّي أردّهما، فردّهما، فوجّه إليه المغيرة جابرا البجلي (١) فالتقوا ببادوريا (٢)، وجعل جابر يقول لهم: يا فسقة، يا أصحاب قطام وكحيلة، يعرّض لهم بالفجور، وجعل أصحابه ينادونهم بمثل ذلك، فقال: ويلكم إنّ الله يقول، ﴿وَلا تَقْفُ ما لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤادَ كُلُّ أُولئِكَ كانَ عَنْهُ مَسْؤُلاً﴾ (٣) وقاتلهم فقتلهم.

[أمر أبي ليلى الخارجي]

قالوا: وأتى أبو ليلى، وكان أسود طويلا، مسجد الكوفة وفيه عدّة من الاشراف، فأمسك بعضادتي باب من أبوابه، وحكّم بصوت جهير سمعه أهل المسجد، فلم يعرض له أحد، فخرج واتّبعه ثلاثون راكبا من الموالي، فبعث إليه المغيرة بن شعبة معقل بن قيس الرياحي أو غيره، فقتله بسواد الكوفة سنة اثنتين وأربعين.

وقال أبو عبيدة معمر بن المثنّى: جاء أبو ليلى مولى بني الحارث، فحكّم في عدّة فقتلهم الشرط، وكان قد دبّر أمرا فلم يتمّ له.


(١) - بهامش الأصل: «الجعفي».
(٢) - طسوج بالجانب الغربي من بغداد.
(٣) - سورة الاسراء - الآية:٣٦.