حدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن لوط بن يحيى، وعن عوانة:
أن بشر بن مروان هلك بالبصرة وهو على الكوفة والبصرة واستخلف خالد بن عبد الله بن خالد بن أسيد بن أبي العاص على البصرة، فمكث نحوا من شهرين، ثم ولى عبد الملك الحجاج بن يوسف العراق كله، غير خراسان وسجستان، فإنه كان عليهما أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد، فأقره عبد الملك سنتين بعد قدوم الحجاج من الحجاز، وأبى عبد الملك أن يقر خالدا على عمله، وكلم في ذلك فلم يجب إليه، وقال: أساء التدبير، وعجز عن العراق، وضعف عن أهل المصر، فقدم الحجاج من الحجاز، وكان واليا عليه، فاقبل حتى دخل الكوفة متلثما فقصد إلى المنبر، فصعده، ثم جلس ساعة لا يتكلم، فقال محمد بن عمير بن عطارد للهيثم بن الأسود: ما له - ترحه الله - لا يتكلم؟ ما أعياه وأشناه وأدمّه! والله إني لأظن خبره أسوأ من مرآته، ثم أخذ كفا من حصى ليحصبه، فلم يفعل حتى قام الحجاج، فحسر نقابه ثم قال: