للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكان المنصور أمير المؤمنين يقول الخلفاء ثلاثة: معاوية وكفاه زياد، وعبد الملك وكفاه الحجّاج، وأنا ولا كافي لي.

وقال المنصور أيضا وذكر ملوك بني أمية: كان عبد الملك أشدهم شكيمة، وأمضاهم عزيمة، وكان هشام رجلهم.

حدثني الحرمازي عن أبي عبيدة قال: كانت عبس تستطيل بتزويج عبد الملك ولادة بنت العباس العبسي، فقال الوليد بن القعقاع العبسي ليزيد بن عمر بن هبيرة: يا بن الفرار، فقال يا بن الضراط، قال الوليد: يا بن اللخناء، قال:

بل أنت نزوة خوّار على أمة … لا يدرك الحلبات اللؤم والخور

قال ابن هبيرة: يا بن الفجواء (١) لقد قدمتك أعجاز النساء وقدمني صدور الخيل والقنا.

وحدثني هشام بن عمّار قال: حدثني الوليد بن مسلم قال: سمعت شيخا من أهل دمشق مسنّا يحدّث عن أبي الزعيزعة قال: قال عبد الملك للهذيل بن زفر، وحاتم بن النعمان الباهلي: إني أريد اختصاصكما ومجالستكما، فلا تمدحاني في وجهي، فإني اعلم بنفسي منكما، ولا تطريا عندي ظنينا فأستغشكما، ولا تكذباني فليس لمكذوب رأي، ولا تغتابا عندي أحدا، وقولا ما شئتما.

وحدثني عمر بن بكير عن الهيثم بن عدي عن ابن عيّاش الهمذاني قال: دعا عبد الملك الهذيل بن زفر بن الحارث الكلابي، وحاتم بن النعمان


(١) التفجية: الكشف والتنحية، والفجا: تباعد ما بين الفخذين أو الركبتين، أو الساقين. القاموس.