للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يا رب أوجبها ولا تتعلّقن … نفسي المنون لدى أكفّ قرائبي

في فتية صبر ألفّهم بهم … لفّ القداح يد المفيض الضارب (١)

في أبيات:

[وقعة وادي القرى]

قالوا: وسار أبو حمزة إلى المدينة، وولى مكة أبرهة بن شرحبيل بن الصباح، وبلغ مروان خبر قديد فوجه عبد الملك بن محمد بن عطية، أحد بني سعد بن بكر في أربعة آلاف وفيهم فرسان أهل الشام، منهم رومي بن ماعز القيسي، ومنهم من أهل الجزيرة ألف اشترطوا على مروان فقالوا: إذا قتلنا الأعور قفلنا إلى الجزيرة، فقال الشاعر:

فلما أتى مروان بالصدق عنهم … رصين من الأخبار لا يستزيدها

دعا أين من يحمي المساجد فاعترت … مصاليت من قيس كرام جدودها

يداوون داء أو يفيئون مغنما … ومجدا عليها حين تندى لبودها

وسار عبد الملك وأصحابه مسرعين فحدا حاديهم:

حرّم مروان عليهنّ النوم … إلا قليلا وعليهنّ القوم

حتى تبين أو يقلن بالدّوم (٢)

وهاب الناس عبد الملك وأصحابه فتفرقوا في المياه، فلما أتى بلاد خثعم هربوا ومعهم غلام من كنانة، فلما أمنوا قالوا: من يغنّينا ويسوق بنا؟. قال الكناني: أنا. فنزل فساق وهو يقول:


(١) القداح: السهام والمفيض: الذي يدفع السهام ويرمي بها. ديوان شعر الخوارج ص ٢٥١ - ٢٥٢ مع فوارق.
(٢) الدوم: الظل الدائم. معجم البلدان.