ألا إنني بال على جمل بال … يقود بنا بال ويحدو بنا بال
فتغيروا وقالوا: قبحك الله ويحك ما تريد بنا؟.
وقال أبو صخر الهذلي حين بلغهم قدوم عبد الملك بن محمد وسرهم قدومه:
قل للذين استضعفوا لا تعجلوا … أتاكم النصر وجيش جحفل
عشرون ألفا كلّهم مسربل … يقدمهم جلد القوى مستبسل
دونكم ذا أيمن فأقبلوا … وواجهوا القوم ولا تستعجلوا
عبد المليك القلّبيّ الحوّل … أقسم لا يفلى ولا يرجّل
حتى يبيد الأعور المضلل … ويقتل الصباح والمفضّل
الأعور: عبد الله بن يحيى طالب الحق.
وقال أبو وجزة:
قل لأبي وجزة هيد هيد (١) … أتاك بالغادية الصنديد
فارجع كما قد جئت من بعيد
فبعث أبو حمزة بلج بن عقبة في ستمائة ليقاتل عبد الملك، فلقيه بوادي القرى في جمادى الأولى سنة ثلاثين ومائة، وتواقفوا ودعاهم بلج إلى السنة والعمل بكتاب الله، وذكروا ظلم عبد الملك وحكمه بالهوى فشتمهم أهل الشام، وقالوا: أنتم أولى بما ذكرتم.
ثم حمل عليهم بلج وأصحابه فانكشف أهل الشام، وصبر عبد الملك في عصيبة ونادى: يا أهل الشام وأهل الحفاظ ناضلوا عن دينكم وأميركم، فكرّوا وصبروا وقتل بلج وأكثر أصحابه، واعتصم رجل من همدان يقال له