وهو الحارث بن عبد عمرو بن معاز بن يزيد بن عمرو بن خويلد بن نفيل بن عمرو بن كلاب.
حدثني هشام بن عمّار الدمشقي عن الوليد بن مسلم عن مروان بن جناح عن يونس بن مسرة: أنّ مروان بن الحكم أنفذ مع عبيد الله بن زياد بن أبي سفيان جيشا إلى الجزيرة والعراق، وقال له: كلّ بلد افتتحته فأنت أميره، فسار في زهاء ستّين ألفا فلم يبلغ الجزيرة حتى مات مروان، فقلده عبد الملك ما قلّده أبوه وأعطاه مثل الذي أعطاه من الولاية، فلما صار إلى الرقّة وهو يريد زفر بن الحارث بقرقيساء وقد تحصّن بها، بلغه خبر قوم خرجوا من الكوفة يطلبونه بدم الحسين بن عليّ، وعليهم سليمان بن صرد، فعرّج إليهم وسرّب للقائهم جيشا بعد جيش حتى قتلهم فقلّ من أفلت منهم، وأتى قرقيسياء. فحاصر زفر بن الحارث، فلم يمكنه فيه شيء، فمضى يريد العراق ليواقع المختار بن أبي عبيد الكذّاب ومصعب بن الزبير، فلما صار بالموصل لقيه إبراهيم بن مالك الأشتر النخعي، فقاتله فقتل ابن زياد،