وسببها أن هرقل ومن اجتمع إليه من لخم، وجذام، وعاملة وغيرهم أظهروا أنهم يريدون غزو رسول الله ﷺ، فلما سار إليهم، هابوا محاربته، فلم يلق كيدا. وأتته رسل هرقل، فكساهم وردّهم. وكان جيش رسول الله ﷺ في هذه الغزاة يدعى جيش العسرة، لأن الناس كانوا مضيّقين.
فجهز عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه ثلثهم، ويقال أكثر من ذلك.
وأنفق عليهم رضي الله تعالى عنه سبعين ألف درهم، ويقال أكثر من ذلك، وأعطاهم أبو بكر رضي الله تعالى عنه جميع ما بقي من ماله، وهو أربعة آلاف درهم. وكان المسلمون ثلاثين ألفا، وكانت الإبل اثني عشر ألف بعير؛ والخيل عشرة آلاف.
وكان خليفة رسول الله ﷺ بالمدينة ابن أم مكتوم. ويقال محمد بن مسلمة الأنصاري. ويقال كان خليفته أبا رهم. ويقال سباع بن عرفطة. وأثبت ذلك محمد بن مسلمة الأوسي.