قال ابو الحسن المدائني: خرج البهلول بن بشر الشيباني أيام خالد بن عبد الله القسري في سبعين رجلا كان من أهل الديوان معروفا بالشجاعة، وكان سبب خروجه أنه حج، فلما كان ببعض قرى السواد أرسل غلامه ليأتيه بخلّ فأتاه بخمر فردّها فأبى الخمار أن يقبلها، فاستعدى عليه والي القرية وكان من أهل الشام فلم يعده، وقال: خارجي خبيث، والله لهي خير منك وإني لأنفس بها على مثلك، فتركه ومضى لحجه، وجعل يخبر من لقي من إخوانه ويعجبهم، ويدعوهم إلى الخروج، فلما قضوا حجهم رجع إلى القرية التي كان بها الشامي فقتله، ثم أتى الموصل فاتبعه قوم من أهلها وأهل الجزيرة.
وأقبل خالد من الكوفة فلما كان في موضع يقال له قياض (١)، وجه إليه
(١) قياض موضع بنواحي بغداد، وقياض أيضا موضع بين الكوفة والشام، يرتحل منه إلى عين أباغ. معجم البلدان