فقال: هذا يا أبا مليكة من مقدمات أفاعيك، ثم قال له: سل، فقال: توقر ركابي عباء ففعل، فقيل له: عرض عليك أيسر العرب فقنعت منه بهذا فقال:
سألت فلم تبخل ولم تعط طائلا … فسيّان لا لوم عليك ولا حمد
وأنت امرؤ لا الجود منك سجية … فتعطي وقد يعدي على النائل الوجد (١)
وأتى ابن حمامة الحطيئة فقال: السلام عليكم، قال: قول لا ينكر.
قال: إني أريد الظل، قال: أدن من الجبل، قال: إني خرجت من عند أهلي بلا زاد، قال: إني لم أضمن لك ولا لهم زادهم. قال: إني ابن حمامة، قال: كن ابن أي طير الله شئت.
ومنهم: خالد بن سنان بن عيث بن مريطة بن مخزوم الذي أطفأ نار
الحدثان،
وكان يقال إنه نبيّ ضيّعه قومه.
- خبر نار الحدثان:
قال هشام ابن الكلبي عن أبيه: كان خالد بن سنان بن عيث بن مريطة بن مخزوم بن مالك بن غالب بن قطيعة فيما يقال نبيا يوحى إليه، وكان حرّة الحدثان تأجّح بالليل نارا، فإذا كان النهار صارت النار دخانا يسطع، وكانت تلك النار قد أضرت بالناس، وربما خرج منها العنق فساح فلا يمر بشيء إلاّ أكله، فأتى خالد بن سنان بني عبس فقال لهم: إن الله قد أمرني بإطفاء هذه النار فليقم معي من كل بطن منكم رجل، فكان عمارة بن زياد، أخو الربيع ممن قام معه، فانتهى بهم إلى طرف الحرة فإذا عنق من النار قد خرج على خالد ومن معه فصاروا منه في مثل كفة الميزان، ثم جعل