قالوا: لقي عبد الله بن علي مروان وعلى ميمنة مروان عبيد الله ابنه، وعلى ميسرته الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك بن مروان، وهو صهر مروان على ابنته. وقال مروان: إن زالت الشمس اليوم ولم يقاتلونا كنا الذين ندفعها إلى عيسى بن مريم، وإن قاتلونا قبل الزوال فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وأرسل مروان إلى ابن علي يسأله الموادعة الى بعد صلاة الظهر، فقال: كذبت يا بن زربي، لا تزول الشمس حتى أوطئك الخيل إن شاء الله. فقال مروان: قفوا وادفعوهم، فحمل الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك فغضب مروان وشتمه.
ونشبت الحرب، ونزل الناس وأشرعوا الرماح، وجثوا على الركب وقاتلوهم، وجعل أهل الشام يتأخرون كأنهم يدفعون.
ومشى عبد الله بن علي قدما وهو يقول: حتى متى نقتل فيك يا رب.
ونادى أهل خراسان:«يا لثارات إبراهيم الإمام، يا محمد يا منصور، يا لثارات الحسين وزيد ويحيى، يا منصور أمت». واشتد بينهم القتال.