وقال الهيثم بن عدي: تكلم عبد الملك بن عمير عند عبد الملك وأعرابي حاضر فقال: لو أنّ كلاما يؤتدم به لكان هذا الكلام.
المدائني وغيره قالوا: كتب عبيد الله بن زياد بن ظبيان إلى عبد الملك:
إنه قد كان من بلائي ما قد رأيت ولم يكن من جزائك لي إلا ما علمت فأنا كما قال الجعدي:
كفينا بني كعب فلم نر عندهم … لما كان إلا ما جزى الله جازيا (١)
قالوا: وبلغ عبد الملك قول عبيد الله بن زياد بن ظبيان، حين قال لمّا خرّ عبد الملك ساجدا، حين أتاه برأس مصعب: هممت بضرب راسه، فأكون قد قتلت ملكي العرب، فحجبه، ثمّ أذن له، فقال: يا أمير المؤمنين إنّا والله ما نكره سخط من رضاه الجور، فإن يكن لك علينا طاعة فيما أحببت، فإنّ لنا عليك العدل فيما وليت، فلست مستكملا طاعتنا إلا بعدلك، فآثر طاعة الله ﷿ فينا تسلم لك نصائحنا، وتخلص نياتنا، ولا تبغ الفساد في الأرض، إنّ الله بصير بعملك وإليه مصيرك، فغضب عبد الملك غضبا شديدا وقال: لولا أنّ خير الأمور مغبّة، وأكرمها عاقبة، كريم العفو بعد القدرة لأعلمت هذا الجلف أي مورد تورده الجهالة والاستطالة، فقال الوليد بن عبد الملك: يا أمير المؤمنين، ولم تستبقي مثله، ولم ير لك هيبة الخلافة، وجلالة السلطان، وواجب الطاعة وإن كان ذا غناء ودالة ولم يوقرك توقير المسلمين إياك، فقال عبد الملك: ما كلّ شيء تعلمه، وأنشد عبد الملك: