للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[كتب معاوية إلى الحسين]

قالوا: وكتب معاوية إلى الحسين بن عليّ رضي الله تعالى عنهم: أمّا بعد، فقد انتهت إليّ عنك أمور أرغب بك عنها، فإن كانت حقّا لم أقارّك عليها، ولعمري إنّ من أعطى صفقة يمينه وعهد الله وميثاقه لحريّ بالوفاء، وإن كانت باطلا فأنت أسعد الناس بذلك، وبحظّ نفسك تبدأ، وبعهد الله توفي، فلا تحملني على قطيعتك والإساءة بك، فإنّي متى أنكرك تنكرني، ومتى تكدني أكدك، فاتّق شقّ عصا هذه الأمّة وأن يرجعوا على يدك إلى الفتنة، فقد جرّبت الناس وبلوتهم، وأبوك كان أفضل منك، وقد كان اجتمع عليه رأي الذين يلوذون بك، ولا أظنّه يصلح لك منهم ما كان فسد عليه، فانظر لنفسك ودينك ﴿وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ﴾ (١).

[جواب الحسين]

فكتب إليه الحسين: أمّا بعد، فقد بلغني كتابك تذكر أنّه بلغتك عنّي أمور ترغب عنها، فإن كانت حقا لم تقارّني عليها، ولن يهدي إلى الحسنات ويسدّد لها إلاّ الله، فأمّا ما نمي إليك فإنّما رقّاه الملاقون المشّاؤون بالنمائم المفرّقون بين الجميع، وما أريد حربا لك ولا خلافا عليك، وأيم الله لقد تركت ذلك وأنا أخاف الله في تركه، وما أظنّ الله راضيا عنّي بترك محاكمتك إليه، ولا عاذري دون الإعذار إليه فيك وفي أوليائك القاسطين الملحدين،


(١) - سورة الروم - الآية:٦٠.