للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبلغ جريرا وقيارا وقل لهما … ألستما تحت خلق الله في النار

ما زلت تطلب أوضارا وتلحسها … حتى وقعت على الثوريّ قيار

ما ثور أطحل إذ عدّوا مساعيهم … ولا كليب بن يربوع بأخيار

فقال جرير من هذا؟ قالوا: البردخت قال وما البردخت؟ قالوا الفارغ. قال فوالله لأجعلنّ له بنفسي وشعري شغلا.

ومنهم الربيع بن خثيم (١) الثوري،

ولم ينفذ ابن الكلبي نسبه، وكان عابدا.

فحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، ثنا عبد الواحد بن زياد عن عبد الله بن ربيع بن خثيم عن أبي عبيدة بن عبد الله قال: كان الربيع بن خثيم إذا أتى عبد الله بن مسعود لم يكن عليه إذن حتى يفرغ كل واحد منهما من صاحبه، وكان يقول له: لو رآك النبي لأحبك، ما رأيتك إلاّ ذكرت المخبتين.

حدثنا أحمد بن ابراهيم، ثنا أبو بكر بن عياش عن عيسى بن سليم عن أبي وائل قال: خرجنا مع عبد الله بن مسعود ومعنا ربيع بن خثيم فمررنا بحداد، فقام عبد الله ينظر إلى حديدة في النار فنظر ربيع إليها فتمايل ليسقط، فمضى عبد الله حتى أتينا على أتون على شاطئ الفرات فلما رآه عبد الله والنار تلتهب فيه قرأ هذه الآية: ﴿إِذا رَأَتْهُمْ مِنْ مَكانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَها تَغَيُّظاً وَزَفِيراً﴾ ﴿وَإِذا أُلْقُوا مِنْها مَكاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنالِكَ ثُبُوراً﴾ (٢) قال فصعق الربيع فاحتملناه فجئنا به إلى أهله، قال: فرابطه عبد الله إلى


(١) بهامش الأصل: الربيع بن خثيم.
(٢) سورة الفرقان - الآيتان:١٢ - ١٣.