للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وقال عيسى الخطّي للهثهاث في قصيدة له:

فجهّلت طوّافا وزيّنت فعله … فأصبح طوّاف يمزّق بالنبل

فقل لعبيد الله إن كنت طالبا … ذوي الغشّ والبغضاء واللؤم والبخل

فدونك أقواما سدوس أبوهم … فإنّ سدوسا آفة الدين والعقل (١)

وطلب ابن زياد بعض أولئك الخوارج، فترك مجالسة إخوانه وقال:

ما زال بي صرف الزمان وريبه … حتّى رفضت مجالس الفتيان

وألفت أقواما لغير مودّة … وهجرت غير مفارق إخواني

وأفضت في لهو الحديث وهجره … بعد اعتياد تلاوة القرآن

وحدثني العمري عن الهيثم بن عدي قال: كان قوم يجتمعون إلى جدار في بني حنيفة، فإذا أتاهم رجل ليس منهم قالوا له: يا عبد الله الحق بإخوانك، فبلغ ذلك ابن زياد فبعث قوما فأخذوهم، وفيهم نافع بن الأزرق الحنفي، فأخذوا فحسبوا وقتل بعضهم، وكلّم في بعض فأخرجهم فقال بعد ذلك رجل منهم:

ما كان في دين طوّاف وإخوته … وأهل الجدار حراث القطن والعنب

[أمر أبي بلال مرداس بن أدية]

قالوا: كان أبو بلال مرداس بن أدية، وهي أمّه، وأبوه حدير بن عمرو بن عبيد بن كعب، أحد بني ربيعة بن حنظلة بن مالك بن زيد مناة بن تميم، وأمّه من محارب بن خصفة، وكان عابدا مجتهدا عظيم القدر


(١) - ديوان شعر الخوارج ص ٦٩.