خبر عبد الله بن يحيى بن عمرو بن شرحبيل بن عمرو بن الأسود
الكندي وعبد الله بن يحيى هو طالب الحق
أبو الحسن المدائني وغيره عن رجالهم قالوا: كان عبد الله بن يحيى الكندي، أحد بني عمرو بن معاوية بحضر موت، وكان مجتهدا عابدا، وكان أعور ورأيه رأي الإباضية يقول: قومنا كفار نعمة وليسوا بكفار بالله، نقاتلهم على بغيهم ولا نغنم لهم مالا، فرأى باليمن جورا وعسفا شديدا وسيرة في الناس قبيحة، فقال لأصحابه: لا يحل لنا المقام على ما نرى ولا يسعنا احتماله والصبر عليه، فكتب إلى أبي عبيدة مسلم كورين مولى بني تميم وإلى غيره من إباضية البصرة يشاورهم في الخروج فكتبوا إليه: إن استطعت ألا تقيم يوما واحدا فافعل، فإن المبادرة بالعمل الصالح أفضل فإنك لا تدري متى يبلغ أجلك، ولله خيرة من عباده يبتعثهم إذا شاء لنصر دينه، ويخصّهم بالشهادة إكراما لهم بها.
وشخص إليه أبو حمزة المختار بن عوف بن عبد الله بن مازن بن مجاشر أحد بني سليمة، وبلج بن عقبة، وكان قبل ذلك في الشّرط بالبصرة وهو حدّاني في رجال من الإباضية وهم أصحاب عبد الله بن إباض التميمي، فقدموا عليه حضرموت فحثّوه على الخروج، وأتوه بكتب أصحابه فقال:
إذا خرجتم فلا تغلّوا ولا تغدروا واقتدوا بسلفكم الصالحين، وسيروا