رسول الله ﷺ: وأين أجمالك؟ قال: هي هذه بالحزوّرة (١). فابتاعها رسول الله ﷺ منه. فباع جملين منها بالثمن الذي التمسه؛ وباع البعير الثالث وأعطى ثمنه أرامل بني عبد المطلب، وأبو جهل جالس في ناحية من السوق، لا يتكلم، ثم أقبل رسول الله ﷺ، فقال: يا عمرو، إياك أن تعود لمثل ما صنعت بهذا الأعرابي، فترى مني ما تكره. فجعل يقول:
لا أعود، يا محمد، فلما انصرف رسول الله ﷺ، أقبل عليه أمية بن خلف ومن حضر من المشركين، فقالوا: لقد ذللت في يد محمد، حتى كأنك تريد اتباعه. فقال: لا أتبعه والله أبدا؛ إنما كان انكساري عنه لما رأيت من سحره، لقد رأيت عن يمينه وشماله رجالا معهم رماح يشرعونها إليّ. لو خالفته لكانت إياها. فقالوا: هذا سحر منه؟ قال: هو ذاك.
- وقتل أبو جهل يوم بدر وهو ابن سبعين سنة، وكان معاذ بن عمرو بن الجموح وبعض بني عفراء ضرباه. ودفف عليه ابن مسعود.
[أمر أبي لهب بن عبد المطلب]
- قالوا: كان أبو لهب أحد من يؤذي رسول الله ﷺ. ووقع بينه وبين أبي طالب كلام، فصرعه أبو لهب وقعد على صدره وجعل يضرب وجهه. فلما رآه رسول الله ﷺ لم يتمالك أن أخذ بضبعي أبي لهب، فضرب به الأرض.
وقعد أبو طالب على صدره، فجعل يضرب وجهه. فقال أبو لهب للنبي ﷺ: هو عمك وأنا عمك؛ فلم فعلت هذا فيّ؟ والله لا يحبك قلبي أبدا.
- قالوا: وكان أبو لهب يطرح القذر والنتن على باب النبي ﷺ، فرآه حمزة بن عبد المطلب ﵀ وقد طرح من ذلك شيئا. فأخذه وطرحه على
(١) - كانت الحزورة سوق مكة وقد دخلت في المسجد. معجم البلدان.