للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أن صهيبا مرّ بقريش، ومعه خبّاب بن الأرتّ، وعمار بن ياسر، فقالوا: هؤلاء جلساء محمد، وجعلوا يهزأون. فقال صهيب: نحن جلساء نبي الله، آمنا وكفرتم، وصدّقناه وكذبتموه ولا خسيسة مع الإسلام ولا عز مع الشرك. فعذبوه وضربوه، وجعلوا يقولون: أنتم الذين من الله عليكم من بيننا؟

[بلال بن رباح]

- قالوا: كان رباح حبشيا وسبيا، وكان ابنه بلال من مولّدي السراة، وكانت أمه حمامة سبية أيضا، وكانت تلقب سكينة، وأسلم بلال قديما في أول ما دعا رسول الله ، وكان بلال يكنى أبا عبد الله، فصار بلال لامية بن خلف بن وهب الجمحي.

- وقد سمعت من يقول: إنّ بلالا من مولدي بني جمح، فكان أمية يخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت، فيلقيه على ظهره، ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره، ويقول له: لا تزال والله كذا حتى تفارق دين محمد، فيقول بلال: أحد، أحد، ويضع أمية في عنقه حبلا، ويأمر الصبيان فيجرونه. فمرّ به أبو بكر رضي الله تعالى عنه يوما وهو يعذّب، فقال له: يا أمية، أما تتقي الله في هذا المسكين؟ فقال أمية: أنت أفسدته، فأنقذه. وكان بلال تربا لأبي بكر، وأحد من دعاه أبو بكر إلى الإسلام، فقال أبو بكر: عبدي غلام أسود أجلد منه وأقوى، وهو على دينك؛ فأعطيك إياه ثمنا لبلال. قال: قد قبلت. فأعطاه ذلك الغلام، وأخذ بلالا فأعتقه. وصار مولى لأبي بكر رضي الله تعالى عنهما.

- وحدثني بكر، عن عبد الرزاق، عن معمر، عن قتادة الكلبي، أن عمرو بن العاص قال: