مررت ببلال وهو يعذّب في الرمضاء ولو أن بضعة لحم وضعت لنضجت، وهو يقول: أنا كافر باللات والعزّى، وأمية مغتاظ عليه فيزيده عذابا فيقبل عليه، فيذهب حنقه فيغشى عليه، ثم يفيق.
- وحدثني محمد بن سعد، عن الواقدي في إسناد له أن حسان بن ثابت قال:
حججت - أو قال: اعتمرت - فرأيت بلالا في حبل طويل، تمده الصبيان، ومعه فيه عامر بن فهيرة، وهو يقول: أحد، أحد، أنا أكفر باللات والعزّى، وهبل وساف ونائلة وبوانة. فأضجعه أمية في الرمضاء.
- وحدثنا أبو بكر عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، ثنا جرير الضبي، عن منصور، عن مجاهد قال:
جعلوا في عنق بلال حبلا، وأمروا صبيانهم أن يشتدوا به بين أخشبي مكة يعني جبليها ففعلوا ذلك وهو يقول: أحد، أحد.
- حدثني محمد بن سعد، عن الواقدي، عن معاوية بن عبد الرحمن، عن يزيد بن رومان، عن عروة قال:
كان بلال من المستضعفين من المؤمنين، وكان يعذب حين أسلم ليرجع عن دينه. فما أعطاهم قط كلمة مما يريدون. وكان الذي يعذبه أمية بن خلف الجمحي.
- حدثني أبو محمد الغنوي، عن محمد بن عبد الله الأنصاري، عن ابن عون، عن عمير بن إسحاق قال:
كان بلال إذا اشتد عليه العذاب قال: أحد، أحد. فيقولون له:
قل كما نقول. فيقول: إن لساني لا ينطلق به ولا يحسنه.