للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وبها الوليد بن معاوية بن مروان بن عبد الملك بن مروان وكان مع مروان بالزابي، فلما صار مروان إلى دمشق خلّف بها الوليد، وسار إلى مصر لأن أهل دمشق لم يخالفوه. فحصرهم عبد الله بن علي، وقد أغلقوا أبوابها، ثم وقعت بينهم العصبية فسوّدت اليمانية، وفتحت الأبواب، فدخلها ابن علي والخراسانية فقتلوا كل مبيض، وأخذوا الوليد، فبعث به عبد الله إلى أبي العباس، فقتله وصلبه.

ويقال بل وثبت به اليمانية فقتلوه، فبعث إلى أبي العباس برأسه، ويقال بل قتله ابن علي وبعث برأسه، والله أعلم.

وقدم عبد الصمد بن علي من قبل أبي العباس في أربعة آلاف مددا لعبد الله بن علي، فوافاه بدمشق، وهدم عبد الله حائط دمشق، وصار إلى نهر أبي فطرس فسار صالح بن علي على نهر أبي فطرس إلى مصر في ذي القعدة سنة اثنتين وثلاثين ومائة ومعه عامر بن اسماعيل المسلي، وأبو عون عبد الملك بن يزيد الأزدي، فيقال إن عبد الله وجّه صالحا، ويقال بل ولاه أبو العباس مصر وأمر ابن علي أن يقلده محاربة مروان ويتشاغل هو بأمور الشام حتى يحكمها، فعدل صالح من الرملة، فنزل ساحل البحر وجمع السفن وتجهز للقاء مروان وهو بالفرما من مصر، فجعل صالح يسير على الساحل والسفن بحياله حتى نزل العريش. وبلغ ذلك مروان فأحرق ما حوله من الأعلاف، وأخذ صالح بعض أصحابه ممن يحرق تلك الأعلاف فقتلهم بالفسطاط.

ولما وافى صالح الفسطاط عبر مروان النيل وقطع الجسر، وقدّم صالح أبا عون وعامر بن اسماعيل فلقوا خيلا لمروان فهزموهم وأسروا بعضهم