حدّثني محمد بن عباد الكاتب، عن أزهر بن زهير، عن أبيه، قال:
كان أبو مسلم مستخفّا بمواليه، فإذا أتاه كتاب المنصور فقرأه لو شدقه ثم ألقاه إلى أبي نصر مالك بن الهيثم فيتضاحكان، ويبلغ أبا جعفر ذلك فيقول: إنا لنخاف من أبي مسلم أكثر مما كنا نخاف من حفص بن سليمان.
قال: ولما فرغ أبو مسلم من محاربة عبد الله بن علي، وحوى عسكره وما فيه، بعث المنصور مرزوقا أبا الخصيب لإحصاء ذلك، فغضب أبو مسلم وقال: ما لأبي جعفر ولهذا، إنما له الخمس، فقال مرزوق: هذا مال أمير المؤمنين دون الناس، وليس سبيل هذا سبيل ما له منه الخمس، فشتمه وهمّ بقتله ثم أمسك.
وحدّثنا عبد الله بن صالح - وذكره المدائني - قال: بعث المنصور يقطين بن موسى إلى أبي مسلم بعد هزيمة عبد الله بن علي ليحصي ما كان في عسكره، فقال أبو مسلم: أفعلها ابن سلامة الفاعلة، لا يكنّي، فقال يقطين: عجلت أيّها الأمير، إنما أمرني أن أحصي ما وجد في عسكر الناكث