للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

- ثم غزاة أحد (١)

وكانت الوقعة يوم السبت لسبع ليال خلون من شوال سنة ثلاث.

وكان سببها أن أبا سفيان قدم بعير قريش، فوقفها في دار الندوة. فلما رجع المشركون من بدر إلى مكة، مشت أشراف قريش إلى أبي سفيان بن حرب: الأسود بن المطلب بن أسد، وجبير بن مطعم، وصفوان بن أمية، وعكرمة بن أبي جهل بن هشام، والحارث بن هشام، وعبد الله بن أبي ربيعة، وحويطب بن عبد العزى، وحجير بن أبي إهاب، فقالوا: يا أبا سفيان، احتبس هذه العير فإنها أموال أهل مكة، وهم طيّبوا الأنفس بأن يجهزوا بما فيها جيشا كثيفا إلى محمد، فقد ترى من قتل من أبنائنا وعشائرنا.

ويقال: بل مشى أبو سفيان إلى هؤلاء الذين سمينا، وغيرهم.

فدعاهم إلى توجيه جيش إلى رسول الله بأثمان ما في العير، فباعوا ما كان فيها بذهب العين، وتجهّزوا به، وقال بعضهم: إنهم تجهزوا بأرباح ما فيها، وكانوا يربحون للدينار دينارا.

وبعثوا إلى أربعة نفر من قريش - وهم عمرو بن العاص، وهبيرة بن


(١) - في هامش الأصل: بلغ العرض بأصل ثالث، ولله الحمد.