قالوا: كان عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب - عامل علي على اليمن - أشتد على أهل صنعاء فيما يجب عليهم، وطرد قوما من شيعة عثمان عنها، وكان سعيد بن نمران الهمداني على الجند، فصنع مثل ذلك، فتجمعت العثمانية وادعت أن الأمر قد أفضى إلى معاوية واجتمع الناس عليه، فكتبا بذلك إلى علي فوجّه إليهما جبر بن نوف أبا الودّاك بكتاب ينسبهما فيه إلى العجز والوهن، فأرجف عبيد الله وسعيد بن نمران بأن يزيد بن قيس الأرحبي قد فصل من عند علي في جيش عظيم يريدهم، وسألا أبا الودّاك أن يحدث بذلك ويشيعه ففعل فكتبوا إلى معاوية
معاوي إلا تسرع السير نحونا … نبايع عليا أو يزيد اليمانيا
وإن كان فيما عندنا لك حاجة … فأرسل أميرا لا يكن متوانيا
فبعث معاوية بسر بن أبي أرطاة بن عويمر - أحد بني عامر بن لوي - في ألفين وستمائة انتخبهم بسر، وقال له: يا بسر إن مصر قد فتحت فعز وليّنا وذلّ عدونا، فسر على اسم الله، فمرّ بالمدينة فأخف أهلها وأذعرهم وهوّل