للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وأما أبو طالب بن عبد المطلب]

- واسمه عبد مناف وأمه فاطمة أم عبد الله بن عبد المطلب أيضا - فكان منيعا عزيزا في قريش، قال لعامر بن كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس، وأمه أم حكيم بنت عبد المطلب: نافر من شئت وأنا خالك.

وكانت قريش تطعم فإذا أطعم لم يطعم يومئذ أحد غيره.

- وقال لرسول الله حين بعث-: يا بن أخي قم بأمرك فلن يوصل إليك، وأنا حي، فلم يزل يذبّ عن رسول الله ويناوئ قريشا إلى أن مات، فلما حضرته الوفاة، عرض النبي عليه قول: لا إله إلا الله فأبى أن يقولها وقال: يا بن أخي: إني لأعلم أنك لا تقول إلا حقا، ولكني أكره مخالفة دين عبد المطلب، وأن تتحدث نساء قريش بأني جزعت عند الموت ففارقت ما كان عليه. فمات على تلك الحال. وأتى علي رسول الله فأخبره بموته فقال: واره، فقال علي: أنا أواريه وهو كافر قال؛ فمن يواريه إذا؟ فلما واراه أمره رسول الله فاغتسل، وقال حين رأى جنازته: «وصلتك رحم».

- ويقال: إنه قيل له: يا رسول الله استغفر له. فنزلت فيه: ﴿ما كانَ لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَ لَوْ كانُوا أُولِي قُرْبى مِنْ بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الْجَحِيمِ﴾ (١) والآية التي بعدها.

- وكانت لأبي طالب أشعار في رسول الله وكان شاعرا.


(١) - سورة التوبة - الآية:١١٣.