وعبد الله بالبصرة، قبل أن يكتب أبو الأسود الديلي إلى علي فيه، وقبل أن تقع بينهما المنافرة، وكان عبد الله قد نافر عليا بالنهروان ولحق بمكة.
وأما محمد بن أبي حذيفة:
فإن محمد بن أبي بكر خلّفه حين زحف إلى عمرو بن العاص على ما تحت يده، فلما قتل ابن أبي بكر؛ جمع من الناس مثل ما كان مع ابن أبي بكر وزحف نحو عمرو وأصحابه فآمنه عمرو؛ ثم غدر به وحمله إلى معاوية ومعاوية بفلسطين، فحبسه في سجن له، فمكث غير طويل ثم إنه هرب وكان معاوية يحبّ نجاته، فقال رجل من خثعم يقال له عبيد الله بن عمرو بن ظلام - وكان عثمانيا-: أنا أتبعه، فخرج في خيل فلحقه بحوران وقد دخل غارا فدلّ عليه فأخرجه وخاف أن يستبقيه معاوية - إن أتاه به - فضرب عنقه.
ويقال أيضا: إن ابن أبي حذيفة توارى، فطلبه عمرو بن العاص حتى قدر عليه وحمله إلى معاوية فحبسه، ثم هرب من حبسه فلحق فقتل.
وقوم يقولون: إن ابن أبي حذيفة حين أخذ لم يزل في حبس معاوية إلى بعد مقتل حجر بن عدي، ثم إنه هرب فطلبه مالك بن هبيرة بن خالد الكندي ثم السكوني، ووضع الأرصاد عليه، فلما ظفر به قتله غضبا لحجر، وقد كان مالك بن هبيرة هذا التمس خلاص حجر حين قدم به على معاوية، فألفاه قد قتل، فأمر له معاوية بمائة ألف درهم حتى رضي.
حدثني بكر بن الهيثم، حدثني عبد الله بن صالح؛ عن الليث بن سعد، قال: بلغنا أن محمد بن أبي حذيفة لما ولي قيس بن سعد شخص عن مصر يريد المدينة - أو يريد عليا - وبلغ معاوية خبر شخوصه فوضع عليه