للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[ثم غزاة بدر الموعد]

في ذي القعدة سنة أربع.

وذلك أن أبا سفيان بن حرب نادى يوم أحد: موعدكم بدر الصفراء على رأس الحول نلتقي فنقتتل. فوفى رسول الله والمسلمون، فأتى بدرا للموعد، ولم يأت أبو سفيان ودسّ نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين ليخوّفهم كثرة المشركين وعدّتهم ويثبطهم. فلما أخبرهم بذلك، قالوا:

﴿حَسْبُنَا اللهُ وَ نِعْمَ الْوَكِيلُ﴾. وكانت بدر الصفراء موسما للعرب، يتبايع بها.

فتجر المسلمون فربحوا. فأنزل الله ﷿: ﴿الَّذِينَ قالَ لَهُمُ النّاسُ إِنَّ النّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ،﴾ إلى قوله ﴿مُؤْمِنِينَ﴾. يعني بالفضل ما نالوا من الربح. وقوله ﴿يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ﴾ (١)، أي يخوّف الناس أولياءه وكان خليفة رسول الله على المدينة عبد الله بن رواحة الخزرجي. فأقام المسلمون ببدر الصفراء ثمانية أيام. وبعض الرواة يقول «بدر الصغرى». وقال الشاعر حسان بن ثابت أو غيره:

وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد … لموعده صدقا وما كان وافيا (٢)


(١) - سورة آل عمران - الآيات:١٧٣ - ١٧٥.
(٢) - هذا بيت من قصيدة عزاها ابن اسحق لعبد الله بن رواحه، وابن هشام لكعب بن مالك. سيرة ابن هشام ج ٢ ص ٦٩٦ - ٦٩٧.