للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[حصار ابن الزبير بمكة في أيام يزيد بن معاوية وهو الحصار الأول]

حدثني عبّاس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف قال: خرج مسلم بن عقبة المرّي بالناس إلى مكة بعد الحرّة وخلّف على المدينة روح بن زنباع الجذامي، فنزل به الموت بقفا المشّلّل، فقال لحصين بن نمير: يا بردعة الحمار أما والله أن لو كان إلي ما ولّيتك هذا الجند، ولكنّ أمير المؤمنين أوصاني أن أوليك إيّاه، فأسرع وعمّ الأخبار وعجّل الوقاع، وكان موت مسلم لسبع بقين من المحرّم، فسار حصين فدخل مكة في آخر المحرّم سنة أربع وستّين.

وقال المدائني: نزل الموت بمسلم، فقال حين احتضر: اللهمّ إنّك تعلم أني لم اشاقّ خليفة ولم أفارق جماعة ولم أغشّ إماما سرّا ولا علانية، ولم أعمل بعد الإيمان بالله ورسوله عملا أحبّ إليّ ولا أرجى عندي من قتل أهل الحرّة، فاغفر لي ذنوبي وبارك لي فيما أقدم عليه؛ ثم قال: ما أغلقت عليه فلانة امرأتي بابها فهو لها، وداري بحوران صدقة على مهاجرة بني مرّة، ثم دعا حصين بن نمير، وحبيش بن دلجة القيني، وعبد الله بن مسعدة الفزاري فقال: إنّ أمير المؤمنين عهد إليّ في أن أولّي أمركم حصين بن نمير وأكره خلافه عند الموت، ثم قال لحصين: إنّ حبيش بن دلجة أولى بما ولّيتك منك لكنه أمر أمير المؤمنين، فاحفظ عنّي ما أقول لك: لا تطيلنّ المقام لمكة فإنّها أرض