- حدثنا محمد بن سعد، عن الواقدي، عن معاذ بن محمد، قال:
سألت عاصم بن عمر بن قتادة: متى كان حصر رسول الله ﷺ وبني هاشم بالشعب؟ فقال: إنّ قريشا مشت إلى أبي طالب مرة بعد مرة فكان هذا المرة الآخرة، اجتمعوا فقالوا:«يا أبا طالب، إنا قد جئناك مرة بعد أخرى نكلمك في ابن أخيك أن يكف عنا فلا يذكر آباءنا وآلهتنا بسوء، ولا يستغوي أولادنا وأحداثنا وعبيدنا وإماءنا، فتأبى ذلك علينا، وإن كنت فينا ذا منزلة، لشرفك ومكانك، فإنا لسنا بتاركي ابن أخيك حتى نهلكه أو يكفّ عنا ما أظهر من شتم آبائنا وعيب ديننا، فإن شئت فخلّنا وإياه، وإن شئت فدع، فقد أعذرنا إليك، وكرهنا موجدتك قبل المقدمة».
فقال أبو طالب لرسول الله ﷺ: يا بن أخى، قد جاءني قومك يشكونك إليّ، وآذوني فيك، وحملوني على ما لا أطيقه ولا أنت؛ فاكفف عنهم ما يكرهون من شتم آبائهم وعيب آلهتهم ودينهم، فاستعبر رسول الله ﷺ وبكى، ثم قال: والله لو وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري،
(١) - في هامش الأصل: آخر المجلد الثاني من الأصل، ولله كل حمد.