ويكنى أبا عبد الرحمن فأسلم في الفتح، وقال: لقد دخل الإسلام قلبي، ولكن أبويّ كانا يقولان لئن أسلمت لنمنعنّك القوت. وولاّه عمر الشام بعد أخيه يزيد، وولاّه عثمان الشام في خلافته فلما قتل أظهر الطلب بدمه، وقد كتبنا خبر محاربته عليّا حين طلب قتلة عثمان وصلحه الحسن.
وحدثني المدائني عن سحيم بن حفص قال: أتى رجل من الأنصار معاوية فقال له: إنّ لي سنّا وسابقة وقرابة، فقال: أما السن فبينة الأثر عليك، وأما سابقتك فقد عرفناها، فما القرابة؟ قال: ولدتني وولدتك فلانة، فقال: صدقت، وأنشد:
قبح الإله عداوة لا تتّقى … وقرابة يدلى بها لا تنفع
ووصله.
المدائني عن ابن جعدبة قال: قدم معاوية المدينة حاجا فأتاه سعية بن غريض فقال له: أسألك بالحق الذي كان بين أبي سفيان وبين أبي إلاّ نزلت عندي، فأتاه، فلما حضر الغداء جاء الطبيب فجعل يقول: كل ذا ودع ذا