للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقلت: من قطعك؟ فقال: من وغفر له علي بن أبي طالب، فقلت: أظلمك؟ قال: لا والله ما ظلمني.

حدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن غياث بن إبراهيم، عن المعلى بن عرفان الأسدي، عن أبي وائل شقيق بن سلمة؛ قال:

قال عليّ على المنبر: نشدت الله رجلا سمع رسول الله يقول يوم غدير خمّ: «اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه». إلا قام فشهد، وتحت المنبر أنس بن مالك والبراء بن عازب، وجرير بن عبد الله، فأعادها فلم يجبه أحد فقال: اللهمّ من كتم هذه الشهادة وهو يعرفها فلا تخرجه من الدنيا حتى تجعل به آية يعرف بها. (١)

قال: فبرص أنس، وعمي البراء، ورجع جرير أعرابيا بعد هجرته؛ فأتى السراة فمات في بيت أمّه بالسراة.

قالوا: وكتب إلى سهل بن حنيف عامله على المدينة:

«أما بعد فإنه بلغني أن رجالا من أهل المدينة يخرجون إلى معاوية؛ فلا تأسف عليهم، فكفى لهم غيّا، ولك منهم شافيا فرارهم من الهدى والحق، وإيضاعهم إلى العمى والجهل، وإنما هم أهل دنيا مقبلون عليها، قد علموا أن الناس يقبلون في الحق أسوة؛ فهربوا إلى الأثرة، فسحقا لهم وبعدا أما لو بعثرت القبور ﴿وَ حُصِّلَ ما فِي الصُّدُورِ﴾ (٢)، واجتمعت الخصوم وقضى الله بين العباد بالحق؛ لقد عرف القوم ما يكسبون، وقد أتاني كتابك تسألني الإذن لك في القدوم، فاقدم إذا شئت عفا الله عنّا وعنك السلام».


(١) - في هامش الأصل: بلغ العراض بالأصل الثالث ولله الحمد.
(٢) - سورة العاديات - الآية:١٠.