قرية من قرى حمص تدعى البخراء، فدعاه إلى أن يجعل الأمر شورى ينظر فقهاء المسلمين وصلحاؤهم فيه لأنفسهم، فأبى ذلك متتابعا في ضلالته، فقتله الله على شر عمله وأسوأ أثره بين عصبة من بطانته الخبيثة، فأطفأ الله جمرته، وأراح العباد منه فبعدا له ولمن كان على طريقته، أحببت أن أعلمكم ذلك لتحمدوا الله عليه وتشكروه، فبايعوا منصور بن جمهور لأمير المؤمنين فقد ارتضيته لكم ووليته أمركم، فإن العدل مبسوط لكم لا يسار فيكم بخلافه إن شاء الله، نسأل الله ربنا وولينا حسن توفيقه وتسديده، وكتب لليلتين خلتا - أو بقيتا - من رجب سنة ست وعشرين ومائة».
المدائني قال: عامل الناقص على العراق: عبد الله بن عمر بن عبد العزيز، وعلى مكة والمدينة: عبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز وعلى مصر: إبراهيم بن عمر بن عبد العزيز. ويقال إنه ولاه إياها فلم يقبل عهده على مصر.
قالوا: ولما مات يزيد الناقص بن الوليد وثب الحكم بن ضبعان بن روح بن زنباع الجذامي بأرض فلسطين، فخلع واستمال لخما وجذاما ودعا لسليمان بن هشام بن عبد الملك.
وأقام منصور بن جمهور بالعراق، وكان قد انضم إلى عبد الله بن عمر بن عبد العزيز حين ولاه يزيد العراق فأكرمه وقدمه وصفح عما صار إليه من المال.
وقال الهيثم بن عدي: لم يصف ليزيد بن الوليد إلاّ دمشق ومات بعد أشهر.