للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[أمر مطر بن ناجية الرياحي]

قالوا: وكان مطر عامل الحجاج على المدائن وناحيتها، فأتى الكوفة فقال حين نزل من المنبر: ان ابن الأشعث قد هزم أهل الشام، فهلموا نخرج من عندنا منهم، فكثرت تابعته، وجاء حتى أحاط بالقصر، وفيه عبد الرحمن بن عبد الله بن عامر الحضرمي، عامل الحجاج على الكوفة، وهو في أربعة آلاف من أهل الشام، ويقال في الفين، فأشرفوا عليه وصالحوه على أن يجلوا ويخلوا القصر والمصر، وكان يونس بن أبي إسحق يحدث أن مطرا لما أراد دخول القصر زحمه بغل فضربه بسيفه فقطع جحفلته، ثم قال: اللهم أخزه زحمني وقد آمنت صاحبه، فأعطاه بغلا مكانه، وأسلف الناس مائتي درهم مائتي درهم، وصحت عنده هزيمة ابن الأشعث، فخطب الناس فقال: إن ابن محمد قد هزم، وأنا لكم مكانه، أقوم مقامه، فبايعه نفر من قومه قليل، وأمسك الناس، فلم يبايعوه، فلما رأى ذلك دخل القصر، ثم خرج بالعشي فقال: أيها الناس إن ابن محمد لقي الحجاج بالزاوية إلى جانب البصرة، فاقتتلوا قتالا شديدا، ثم تحاجزوا فنظروا فإذا ابن محمد مفقود، لا يدرى أفي الأحياء هو أم في الأموات، فثار