بنو عامر وكانت في إحدى المجنّبتين، وصبرت بنو سليم وأعصرت حتى انهزمت بنو تغلب، وقتل ابنا عبد يسوع بن حرب ومحكان، وعبد الحارث من بني الأوس بن تغلب، فقال عمير بن الحباب:
فدى لفوارس الثرثار نفسي … وما جمّعت من أهل ومال
وولّت عامر عنّا فأجلت … وحولي من ربيعة كالجبال
أكاوحهم (١) … بدهم من سليم
وأعصر كالمصاعيب النهال
وقال زفر بن الحارث:
ألا من مبلغ عنّي عميرا … رسالة ناصح وعليه زار
أتترك حيّ ذي يمن وكلبا … وتجعل حدّ نابك في نزار
كمعتمد على إحدى يديه … فخانته بوهن وانكسار
يوم الفدين
قالوا: وأغار عمير بن الحباب على الفدين، وهي قرية على شاطئ الخابور ولها حصن، فاكتسح ما فيها وقتل عامّة أهلها، ويقال: بل قاتل فيها جميع بني تغلب، وكانوا بها مزاحفة مهزمهم، فقال ابن صفّار:
لو تسأل الأرض الفضاء بأمركم … شهد الفدين بهلككم والصوّر