قالوا: وخرج على زياد رجل من طيّء يقال له معاذ، فأتى نهر عبد الرحمن ابن أمّ الحكم في ثلاثين رجلا، في سنة اثنتين وخمسين، فبعث إليه زياد من قتله وأصحابه - وقال بعض الرواة: بل حلّ لواءه واستأمن - ويقال لهم أصحاب نهر عبد الرحمن ابن أمّ الحكم.
خبر طوافّ بن علاّق وعقبة بن الورد الجاوي وأصحاب الجدار في ولاية
ابن زياد:
قالوا: كان قوم من الخوارج يجتمعون إلى جدار فيتحدّثون عنده ويعيبون السلطان، فأخذهم عبيد الله بن زياد فحبسهم، ثم دعا بهم فعرض عليهم أن يقتل بعضهم بعضا ويخلّي سبيلهم، فقتل اثنا عشر رجلا منهم اثني عشر رجلا من أصحابهم، قتل كلّ رجل رجلا، وكان ممّن قتل طوّاف بن علاّق وأوس بن كعب، فعذلهم أصحابهم وقالوا: قتلتم إخوانكم، قالوا: أكرهنا وقد يكره الرجل على الكفر وهو مطمئنّ بالإيمان، وكان حجير الباهلي أتى الحيّ وقد أصابه نضح دم من دماء الخوارج المقتولين، فقيل له: ما هذا؟ فقال: قتل الأمير اليوم هؤلاء الكلاب فأصابني من دمائهم، فأتى عقبة بن الورد الباهلي منزله واشتمل على سيفه، وكان يرى رأي الخوارج، فحكّم وقتل حجيرا فأخذ فقتل، وندم طوّاف وأصحابه فقال طوّاف: أما من توبة؟ فكانوا يبكون؛ وعرض وأصحابه على أولياء من قتلوا القود فأبوا، وعرضوا الدّيات فأبوها، ولقي طوّاف الهثاث بن ثور السدوسي فقال له: يا بن عمّ أما ترى لنا من توبة؟ قال: ما أجد لك إلاّ