للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أمر ابن العشبة وأصحابه

بالسماوة

قالوا: وبعث معاوية رجلا من كلب يقال له: زهير بن مكحول؛ من بني عامر الأجدار؛ إلى السماوة، فجعل يصدّق الناس، فبلغ ذلك عليا فبعث ثلاثة نفر: جعفر بن عبد الله الأشجعي، وعروة بن العشبة من كلب، من بني عبدودّ، والجلاس بن عمير؛ من بني عدي بن خباب الكلبي، وجعل الجلاس كاتبا له ليصدّقوا من كان في طاعته من كلب، وبكر بن وائل، فأخذوا على شاطئ الفرات حتى وافوا أرض كلب، ووافوا زهير الأجداري فاقتتلوا، فهزم زهير أصحاب علي، وقتل جعفر بن عبد الله وأفلت الجلاس، وأتى ابن العشبة عليا فعنفه وقال: جبنت وتعصبت فانهزمت، وعلاه بالدرّة، فغضب ولحق بمعاوية، فهدم علي داره، وكان زهير حمل ابن العشبة على فرس فلذلك اتهمه عليّ، وقال ابن العشبة:

أبلغ أبا حسن إذا ما جئته … يدنيك منه الصبح والأمساء

لو كنت آتينا عشية جعفر … جاشت اليك النفس والأحشاء

إذ نحسب الشجرات خلف ظهورنا … خيلا وان أمامنا صحراء