وكانت وفاة أبي ذر لأربع سنين من أيام عثمان رضي الله تعالى عنهما.
وكان الواقدي يقول: صلى على أبي ذر عبد الله بن مسعود وكانت وفاته بالربذة في ذي القعدة سنة احدى وثلاثين.
وقالوا: كان أبو ذر نحيفا آدم، أبيض الرأس واللحية.
وحدثنا عفان بن مسلم، ثنا معتمر بن سليمان، عن أيوب. قال:
وحدثنا سليمان بن المغيرة، ثنا حميد بن هلال أن رفقة خرجوا من الكوفة لحجة أو عمرة فأتوا الربذة فبعثوا رجلا يشتري لهم شاة، فأتى على خباء فقال: هل عندكم جزرة؟ فقالت امرأة أبي ذر: أو خير من ذلك؟. قال:
وما هو؟ قالت: مات أبو ذر والناس خلوف وليس عندي أحد يغسله ويجنّه، وقد دعا أن يوفق الله له قوما صالحين يغسلونه ويدفنونه، فرجع الرجل فأعلمهم فأقبلوا مسارعين، ومعهم الكفن والحنوط فقاموا بأمره حتى أجنّوه.
حدثني النرسي عن معتمر عن أيوب بمثله.
[ومن بني حارثة بن غفار]
إماء بن رحضة (١) بن خربة بن خلاف بن حارثة بن غفار، وبعضهم يقول إيماء بن رحضة، والأول قول الكلبي، وكانت لإماء بن رحضة صحبة، وأسلم قريبا من قدوم النبي ﷺ الحديبية، وكان المشركون مروا به وهو مشرك وهم يريدون بدرا فأهدى لهم وعرض عليهم التقوية.
وابنه خفاف بن إماء كانت له صحبة، وروى خفاف: «أن النبي ﷺ صلى بهم الفجر، فلما رفع رأسه قال: لعن الله لحيان ورعلا وذكوان، وأما
(١) بهامش الأصل: إيماء بن رحضه وابنه خفاف رحمها الله.