للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الفضل بن العباس]

فأما الفضل بن العباس:

ابن عبد المطلب ويكنى أبا محمد، فإن رسول الله دفع من المزدلفة وهو ردفه إلى منى فسمى الرّدف، وكان ممن غسل رسول الله ، ونزل في حفرته. وقال له رسول الله : «يا غلام احفظ أمر الله يحفظك، واعلم أن ما اصابك لم يكن ليخطئك وأن ما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن الخلائق جميعا لو اجتمعوا على إعطائك شيئا لم يقدّر لك لم يقدروا عليه، ولو أطبقوا على منعك شيئا قد قدر لك لم يستطيعوه». ويقال انه قال ذلك لعبد الله بن عباس.

وحدثني حفص بن عمر المعروف بالعمري عن هشام بن الكلبي عن أبيه قال: لما أراد الفضل بن العباس الخروج إلى الشام ودّع أباه فقال له أبوه: أي بني إن عمود الجهاد النيّة، وتمامه الصبر والاحتساب فجاهد صابرا محتسبا فإنّ نبيّ الله قال: «الجهاد رهبانية الاسلام»، وانك ستسأل عن حديث رسول الله لموضعك منه فلا تعد في ذلك اليقين والغ الشك، واجعل ما رويت عنه تديّنا ولا تجعله فخرا.