يربوع فغنم منهم وسبى وصار إليه الغلامان وداحس فرسهما، ثم إنهما هربا ومضيا بداحس ففاتا زهيرا، وكانت أم الغلامين في السبي، فلما قدمت بنو يربوع للفداء أبى قيس أن يمضي شيئا من ذلك أو يقبل لأحد فداء دون أن يردّ عليه داحس.
ثم أن قيسا أنزى داحسا على فرس له فنتجت مهرة سماها الغبراء، وكان قيس خرج معتمرا وهو في جوار بني بدر الفزاري، فوقع إليهم غلام يقال له جرو بن الحارث من بني ناشب بن هدم بن عوف بن عود بن غالب، وكان قد أضل بعيرا له فقال له حذيفة: يا جرو، أخيل فزارة أكرم أم خيل عبس؟ قال: بل خيل عبس. قال حذيفة: كلأك والله. قال جرو: بلاك والله. قال له حذيفة: هل لك أن أراهنك وأجعل لك خمسة من الإبل إن سبقتني وتجعل لي جزورين أن سبقتك؟ فحمل الغلام فراهنه فقال له: ما أنت وخيلنا وليس لك ولأبيك فرس. وجرت بين حذيفة وقيس بهذا السبب مماحكة حتى تراهنا وكان ذلك سبب الشر بين عبس وذبيان.
وسنذكر أمورهم في مواضعها إن شاء الله.
[ومن بني الحمرة بن جعفر بن ثعلبة: الأسود بن أوس بن حمرة]
وكان الأسود أتى النجاشي ومعه امرأة له وهي ابنة الحارث أحد بني عاصم بن عبيد بن ثعلبة فقال للنجاشي: أفدني ما أستغني به فقال: لأعطينك شيئا تستغني به فعلّمه دواء للكلب فأقبل حتى إذا كان في بعض الطرقات مات وأوصى امرأته أن تزوج ابنه قدامة وأن تعلمه دواء الكلب ولا يخرج منهم إلى أحد فجاءت فتزوجته وعلمته دواء الكلب، فهم إلى اليوم ينتابون في ذلك، وداوى بعض ولده ابن فسوة من الكلب فبال مثل النمل فبرئ، وكان الذي