بجيلة، وبلغ أهل مصر ومن معهم ممن حاصر عثمان ما كتب به إلى عامر ومعاوية فزادهم ذلك شدة عليه وجداً في حصاره، وحرصاً على معاجلته بالقتل.
المدائني عن حبان بن موسى عن مجالد عن الشعبي قال: كتب عثمان إلى معاوية أن أمدني، فأمده بأربعة آلاف مع يزيد بن أسد بن كرز الجلي فتلقاه الناس بمقتل عثمان فرجع من الطريق وقال: لو دخلت المدينة وعثمان حي ما تركت بها محتلماً إلا قتلته لأن الخاذل والقاتل سواء.
[ذكر كراهة عثمان للقتال]
﵁:
قال أبو مخنف والواقدي وغيرهما في روايتهم: إن المغيرة بن شعبة الثقفي أشار على عثمان أن يأمر مواليه ومن معه من أهل بيته بالتسلح ليراهم المحاصرون له فينكسروا عنه، ففعل، وجعلوا يمرون على تعبيتهم، ثم أمرهم بالانصراف وأن لا يقاتلوا، فقال الوليد بن عقبة بن أبي معيط:
وكف يديه ثم أغلق بابه … وأيقن أن الله ليس بغافل
وقال لأهل الدار مه لا تقاتلوا … عفا الله عن كل أمرئٍ لم يقاتل
وكيف رأيت الله ألقى عليهم ال … عداوة والبغضاء بعد التواصل
وكيف رأيت الخير أدبر بعده … عن الناس إدبار المخاض الحوامل (١)
قالوا: ولما أنصرف أولئك الذين تسلحوا خرج سيدان بن حمران المرادي - ويقال سودان بن حمران - حتى لحق بهم، فرجع إليه مروان
(١) الأبيات في الأغاني ج ١٦ ص ٢٣٣ منسوبة لكعب بن مالك، مع فوارق.