وحدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي محمد بن الأعرابي حدثنا أزهر بن سعد السمان أبو بكر حدثنا ابن عون عن الحسن قال: خطب عثمان فقام رجل فقال: نريد كتاب الله فقال له: اقعد أما لكتاب الله طالب غيرك؟ فحصب وتحاصبوا فنزل الشيخ وما يكاد يقيم عنقه، فقال ابن عون: فقلت للحسن ابن كم منت يومئذٍ؟ قال: ابن أربع عشرة خمس عشرة.
وقال أبو مخنف وغيره: حرس القوم عثمان ومنعوا من أجل أن يدخل عليه، وأشار عليه بن العاص بأن يُحرم ويلبي ويخرج فيأتي مكة فلا يُقدم عليه، فبلغهم قوله فقالوا: والله لئن خرج لا فارقناه حتى يحكم الله بيننا وبينه، واشتد عليه طلحة بن عبيد الله في الحصار، ومنع من أجل أن يدخل إليه الماء حتى غضب عليّ بن أبي طالب من ذلك، فأدخلت على روايا الماء.
قالوا: وكتب عثمان إلى عبد الله بن عامر بن كريز، ومعاوية بن أبي سفيان يُعلمهما أن أهل البغي والعدوان من أهل العراق ومصر والمدينة قد أحاطوا بداره فليس يرضيهم بزعمهم شيء دون قتله، أو يخلع السربال الذي سربله الله إياه، ويأمرهما بإغاثته برجال ذوي نجدة وبأس ورأي لعل الله أن يدفع بهم عنه بأس من يكيده ويريده، وكان رسوله إلى ابن عامر جبير بن مطعم، والى معاوية المسور بن مخرمة الزهري، فأما ابن عامر فوجه إليه مجاشع بن مسعود السلمي في خمسمائة أعطاهم خمسمائة خمسمائة درهم، وكان فيمن ندب مع مجاشع زفر بن الحارث الكلابي على مائة رجل، وأما معاوية فبعث إليه حبيب بن مسلمة الفهري في ألف فارس، فقدم حبيب أمامه يزيد بنأسد البجلي جد خالد بن عبد الله بن يزيد القسري من