وكان سببها أن رسول الله ﷺ قاضى قريشا عام الحديبية على ما قاضاهم عليه، فسمع رجل من خزاعة - وكانوا مع رسول الله ﷺ في عهده وعقده - رجلا من كنانة - وكانوا في عهد قريش وذمتها - يهجو رسول الله ﷺ. فوثب عليه وشجه، فاقتتلت خزاعة وكنانة، وأعانت قريش بني كنانة، وخرج وجوههم يقاتلون متنكرين، فقدم على رسول الله ﷺ عمرو بن سالم بن حصيرة الخزاعي في عدّة من قومه يستنفر رسول الله ﷺ ويذكره الحلف بين عبد المطلب وبينهم، فقال:
لا همّ إني ناشد محمدا … حلف أبينا وأبيه الأتلدا
إن قريشا أخلفوك الموعدا … ونقضوا ميثاقك المؤكدا
وزعموا أن لست تدعو أحدا … وهم أذلّ وأقل عددا
فانصر هداك الله نصرا أيّدا … وادع عباد الله يأتوا مددا
فحدثني عبد الواحد بن غياث، ثنا حماد بن سلمة
أن خزاعة نادوا النبي ﷺ وهو يغتسل، فقال: لبيكم. واستعدّ رسول الله ﷺ لغزو أهل مكة إذ نقضوا العهد ونكثوه. فكتب حاطب بن أبي