للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قالوا: ولما عزل عبد الملك خالدا جمع لبشر بن مروان الكوفة والبصرة وكتب إلى بشر: إنك أخو أمير المؤمنين يجمعك وإياه مروان، وإن خالدا يجمعني وإياه أمية فانظر لنفسك وانظر المهلب فإنه حازم صارم فوجهه إلى هذه المارقة، وأمدّه من أهل الكوفة بثمانية آلاف.

فغم بشرا كتابه في المهلب وقال: والله لأقتلنه فإنه زبيري. فقال له موسى بن نصير: أصلح الله الأمير. إن للمهلب بلاء وطاعة ووفاء. فسار بشر من الكوفة إلى البصرة في آخر سنة أربع وسبعين وأول سنة خمس وسبعين، فكتب موسى بن نصير وعكرمة بن ربعي، وكان عكرمة وادا للمهلب، إلى المهلب: أن الق الأمير متذللا. فلقيه على بغل أو حمار وسلم مع العامة ثم انصرف.

ودخل بشر البصرة وعن يمينه الهذيل بن عمران البرجمي وعن يساره الحكم بن المنذر بن الجارود. فقال المهلب: أميركم يشرب. قد كنا نكتفي بشاهد واحد وهذان شاهدان، وكانا يشربان.

ولما نزل بشر دار الإمارة سأل عن المهلب وقال: لم أره. فقيل: بلى، قد أتاك وهو شاك. فأراد أن يوجه إلى قطري وأصحابه عمر بن عبيد الله بن معمر أو غيره فشاور، فقال له أسماء بن خارجة: ما ولاك أمير المؤمنين إلا لتعمل بما ترى. فقال له عكرمة: لا تفعل ولكن راجع أمير المؤمنين وأعلمه شكاة المهلب. فأوفد بشر إلى عبد الملك وفدا يخبرونه بوجع المهلب وأن قوما من أهل البصرة يغنون أكثر من غنائه.

فخلا بعبد الله بن حكيم المجاشعي فقال له: إن لك عقلا ورأيا فمن ترى لمحاربة هذه المارقة؟